سماد القمامة

 

المادة العلمية :- معهد بحوث الاراضى والمياة والبيئة

سنة النشر 2006

 

مقدمة

الأسلوب العلمى للتخلص من القمامة ومعالجتها

نظام التخلص الحالى من القمامة الاتجاهات الحديثة لمعالجة المخلفات الصلبة أو التخلض منها
التخلص من القمامةبالدفن الأرضى الصحى التخلص من القمامة بتحو يلها الى سماد عضوى  مع استرجاع بعض المواد النافعة

مقدمة

بدا الانسان تاريخة على وكان الارض كل همة حماية نفسة من غوائل العوامل البيئية ، خاصة ما يحيط بة من حيوانات ضارية وكائنات دقيقة تفتك بة ،وتغيرات فىدرجات الحرارة ،وظروف طبيعية قاسية من سيول او براكين او غيرها ودار الزمان دورتة فاصبح همنا الان هو حماية البيئة الطبيعية من غوائل اثر الانسان عليها وتدخلة السريع والضخم لتغييرها  ومن المعروف ان البيئة رغم مرونتها لها طاقة محدودة  على  استيعاب ما يطرأ عليها من تغييرات  نتيحة نشاط الإنسان ،فأذا تجاوز حدود طاقتها أدى ذلك الى خلل يصعب علاجة  أو تعويض خسائرة .

وتعتبر مشكلة المخلفات الصلبة(القمامة) بجمهورية مصر العربية احدى المشكلات البيئية الهامة لما لها من    |ثار صحية واجتماعية وجمالية . كما أنهاتقف عائقا أمام الراغبين فى السياحة , مما يسبب فاقدا ما أحوجنا إلية فى تحركنا نحو التنمية. هذا إلى جانب ما تحوية من مادة عضوية أخذت فى الاصل من الارض مما يستوجب إعادتها مرة أخرى إلى الارض .

وعلى ذللك فإننا لانجد سبيلا لحل هذة المشكلة إلا باستخدام الاسلوب العلمى السليم للتخلص من القمامة ومعلجتها والاستفادة منها.

رجوع

الأسلوب العلمى للتخلص من القمامة ومعالجتها

القمامة عبارة عن خليط متباين الاجزاء تختلف من مدينة الى اخرى , ومن شارع الى اخر , ومن منزل الى منزل , باختلاف الشعوب والسكان , ومستوى حياتهم , وكذلك يختلف مقدار القمامة المتخلفة عن كل مواطن حسب دخلة ، وكذلك على السلوك الاجتماعى والعادات الخاصة بة . ويوضح الجدول رقم (10) متوسط تقديرات مكونات المخلفات المنزلية للمناطق المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة الدخل فى مصر

 

جدول (10)مكونات المخلفات المنزلية للمناطق حسب الدخل فى مصر

مكونات المخلفات الصلبة

الوزن النسبى %

 

مناطق مرتفعة الدخل

متوسط الدخل

منخفضة الدخل

خضروات

اوراق متنوعة

الكرافت وورق الكتب

ورق صحف

زجاج متنوع

منسوجات (كهنة)وعظم

بلاستيك متنوع

معادن حديدية

معادن غيرحديدية

نحاس

الالومنيوم

بطاريات

الفضلات العضوية

75

16

5.2

10.8

3

2

0.6

2.1

0.21

0.01

0.02

0.18

1.1

72

14

4.5

9.9

2.6

4.5

0.2

1.4

0.16

0.01

-

0.15

4.8

27

10

2.5

7.5

1

1.5

-

-

-

-

-

-

60.5

 

 وتشكل مخلفات الشوارع ومخلفات المبانى القدر الاكبر من المخلفات الصلبة ، حيث لاتشكل مخلفات المنازل أكثر من30% من جملة  المخلفات  الموجودة بالمدن ،وقد أدى إلى هذا الوضع ضخامة حركة التعمير داخل المدن ، وتكدس مواد البناء أو مخلفات الهدم فى الشوارع والميادين بهذة المخلفات. وكان من العوامل المشجعة على ذلك ضألة الغرامة المفروضة على المخالفين ، أو الجهل بأصول التشويش، إذ كثيرا ما تنتهى عملية البناء وتظل المخلفات تشغل الطرق لفترات طويلة أو يتم نقلها إلى أماكن فضاء أو إلى شاطىء النيل .

 

وعموما يمكن تقسيم أنواع القمامة ومكوناتها فيما يلى :

(1) قمامة المنازل : وتتكون من بقايا ألاطعمة وقشور الفواكة والخضروات والعلب الصفيح وا لبلاستيك والزجاج .. الخ .

 

(2)قمامة الشوارع :وهى التى تجمع من الشوارع ، وغالبيتها أوراق عادية  وعلب سجاير وأوراق الأشجار وأحيانا حيوانات نافقة وروث مواشى .. الخ .

(3)قمامة المستشفيات : وهى تتكون من قطن وشاش مختلط بالدم و الصديد ، زيادة ما يتجمع فيها من قمامة المطابخ بالمستشفيات .

(4) قمامة المصانع : وهى تتكون من بقايا المواد الخام المستخدمة فى الانتاج ، مثل أوراق كرتون أو جلود أو صفيح أو بقايا التشغيل مع قطع معدنية ، أو المنتجات غير السليمة فى الانتاج .

 (5) قمامة هدم المنازل : وهذة يجب ألا تخلط مع بقايا الأنواع الأخرى حتى يمكن التخلص منها بردم البرك والمستنقعات أو الحفر ، وهى تتكون أساسا من التراب والطوب والحجارة والأخشاب غير الصالحة .

رجوع

نظام التخلص الحالى من القمامة

حتى عهد قريب كان يتم التخلص من المخلفات الصلبة بنظامين أساسيين ومنفصلين هما :

(1) النظام الخاص والمعروف بنظام الزبالين ، وهم فئة تقوم بجمع قمامة المنازل مباشرة ونقلها بواسطة عريات تجرها الدواب إلى المقالب الخاصة داخل مجتمعاتهم المعزولة ، حيث يتم استرجاع وا لاستفادة من أغلب مكوناتها .ويتعاون أفراد العائلة فى القيام بالمراحل المختلفة من جمع القمامة إلى أماكن تجمعاتهم ، حيث يتم فرز المخلفات مثل الزجاج والحديدو القماش وا لورق وخلافة ،و ذلك لاعادة تصنيعية. ويعتمد الزبالون فى دخلهم على بيع نواتج الفرز ، وما يتبقى بعد الفرز من المواد العضوية يستخدم فى تغذية الدواب التى تقوم بجر عربات القمامة ، وتربية الخنزير التى تعتبر الدخل الرئيسى لهم . وتستخدم المخلفات المتبقية كسماد عضوى غير متوفر بة الشروط الصحية .

 

(2)النظام الحكومى والذى يعمل بواسطة حملة ميكانيكية تتبع الأحياء المختلفة للمدينة ، والتى يتمثل جهدها أساسا فى رفع مخلفات الشوارع والأنشطة البشرية المتنوعة ، والتخلص منها فى المقالب العامة المكشوفة .

ويتسبب التخلص من القمامة فى المقالب المكشوفة فى المشاكل الرئيسية التالية :

- تصاعد الدخان والغازات نتيجة اشتعال المخلفات بصفة دائمة مما يتسبب فى تلوث خطير للبيئة المحيطة . 

- عدم دك المخلفات أوتغطيتها يؤدى إلى تكاثر الحشرات والقوارض .

- يتعرض العاملون فى المواقع إاى مخاطر صحية  .

- يقوم بعض الأفراد والصبية بالتواجد فى المواقع لاسترجاع بعض المواد النافعة مما يتسبب فى عرقلة سير العمل ، بالإضافة إلى تعرض هؤلاء الأشخاص للمخاطر .

-  هناك زحف عمرانى على المناطق المحيطة بالمقالب ، مما يعرض قاطنى هذة المساكن للمخاطر المستمرة من تلوث البيئة .

- قد تتصل هذة المقالب بالمياة الجوفية مما يتسبب فى تلوثها .

 رجوع

الاتجاهات الحديثة لمعالجة المخلفات الصلبة أو التخلض منها

ويمكن توضيح مختلف التكنولوجيات فى العا لم والخاصة بمعالجة القمامة أوالتخلص منها فيما يلى  

 

أولا- الطرق الحرارية

(1) الحرائق المكشوفة

ويتم فيها تجميع القمامة فى مقالب مكشوفة حيث يتم حرقها  مباشرة للتخلص منها ، ولكن هذة الطريقة ينتج عنها أضرار جسيمة ،يتسبب عنها تلوث للبيئة نتيجة تصاعد الأدخنة والغازات الضارة ، كما أنها تعتبر طريقة بدائية تحول دون  الاستفادة من مكونات القمامة ، إلى جانب أنها صورة مقززة  ومؤذية يمكن أن يتطاير منها الشرر الذى قد يسبب الحرائق .

 

(2) الحرق المباشر  ( الترميد )

 ويتم فيها الحرق المباشر للقمامة تحت ظروف متحكم فيها وبطرق علمية سليمة  ،وتعتبر هذة هى الطريقة المتطورة والبديلة للحرائق المكشوفة ، ولكن بدون تلوث للبيئة ، حيث لايكون هناك تصاعد غازات ضارة ينتج عنها رماد . ويتم الحرق فى أفران مبطنة بالطوب الحرارى حيث ، يضمن احتراقا كاملا للمخلفات ، وذلك بالتحكم المناسب فى درجة الحرارة وكمية الهواء ومعدل سريان الغاز و مدة احتراق الرماد  قبل التفريغ  .

(3) الحرق المباشر مع استرجاع الحرارة  ( الاستفادة من الطاقة )

 

ويتم بنفس الطريقة السابقة حيث يتم استرجاع الحرارة عن طريق تبريد جدران الجزء العلوى من الفرن  بالماء بواسطة إمرار الغازات الساخنة فى مبادل حرارى ،وعملية استرجاع الحرارة فى طريقة الترميد تتطلب تكاليف عالية جدا وقدرات تكنولوجية على مستوى عال للتعامل مع هذا النوع من التكنولوجيا وما يرتبط بة من صعوبات ومشاكل فى التشغيل .

 

 ثانيا -  الطرق البيولجية

(1) المقالب الأرضية ،سبق التعرض لهاوتوضيح أضرارتلك الطريقة  .

(2) المقالب الأرضية الصحية  .

(3)  التحويل إلى سماد عضوى .

(4)  تحويل القمامة الى سماد عضوى بواسطة استخدام ديدان الأرض ، سيتم شرحها بالتفصيل فيما بعد .

(5) التخمير اللاهوائى ، أى التحلل الميكروبى فى معزل عن الهواء للمواد العضوية لانتاج غاز البيوجاز ،  وسوف يتم تناول الطرق السابقة تفصيليا فيما بعد  .

ثالثا -  طرق أخرى

 

( 1)  إنتاج وقود صلب ، وفى هذة الطريقة يتم ضغط المواد العضوية وتحويلها إلى قوالب تستخدم كوقود وقيمتها الحرارية عالية جدا .

(2) إنتاج نوع من  الألياف تستخدم كبديل للخشب الطبيعى بواسطة المعالجة والكبس ، وإنتاج ألواح تستعمل فى صناعة الأثاث .

التكنولوجيا المناسبة لظروفنا المحلية

بعد دراسة التكنولوجيات السابقة والمفاضلة بينها تبين أن أنسبها تحت الظروف المحلية هى الطرق التالية .

(1) طريقة الدفن الصحى ( المقالب الصحية )

(2) تحويل القمامة إلى سماد عضوى مع استرجاع بعض المواد النافعة .

 رجوع

أولا – التخلص من القمامةبالدفن الأرضى الصحى ( المقالب الصحية )

وهى الطريقة التى يتم فيها التخلص من المخلفات الصلبة مع مراعاة ثلاثة شروط رئيسية هى :

 

-  دك القمامة يوميا فى طبقات رقيقة نسبيا .

- التغطية بطبعة عازلة .

- العمل على تقليص الأثار السلبية على البيئة . وتتميز هذة الطريقة بما يلى :

* أرخص الطرق للتخلص من القمامة بطريقة مناسبة إذا ما توافر الموقع والمساحة اللازمين .

*يتم التخلص من كافة المخلفات بصفة نهائية وبطريقة علمية .

* التقليل من تكاثر الحشرات والقوارض .

*تحد من أشتعال الحرائق وانتشارها .

* إمكان الاستفادة من الأرض بعد انتهاء العمر الافتراضى للمقلب فى كثير من الأغراض النافعة مثل إنشاء الحدائق والمتنزهات العامة .

رجوع

 ثانيا – التخلص من القمامة بتحو يلها الى سماد عضوى  مع استرجاع بعض المواد النافعة .

وهى الطريقة التى تهمنا فى هذا المجال ولذا سنتناولها بشىء من الإسهاب ، كما وضع فى الاعتبار ارتفاع نسبة المواد العضوية الموجودة بالقمامة فى مصر ،  مما يرفع القيمة الحرارية لها ، ويجعلها مواد قابلة للتخمر ، وهناك العديد من الطرق التجارية تحمل كل منها أسم الشركة المصنعة للأجهزة المنتجة لها ، ويجب اختيار الطريقة التى تتناسب وظروف بيئة التشغيل فى ان تنجح الطريقة اتباعها فى مدينة دون أخرى ، وهذا ما حدث عند إقامة مصنع شبرا القديم للأسمدة العضوية ،طريقة Bigino-Bico   بالقاهرة عام 1951 وتوقفت الأجهزة عن العمل بعد عام واحدمن التشغيل ، لعدم مطابقة الطريقة للظروف المحلية ونوعية القمامة ، مما دعا الجهات المختصة إلى الاهتمام بتحديد الطريقة الناسبة لظروفنا المحلية ، وتم إقامة وحدات تجريبية لمصانع السماد ببعض المحافظات  ( القاهرة ، والاسكندرية ، والجيزة ، ودمياط ، والشرقية ) بطريقتى  Motherwell Bridge & Buher  بطاقة تتراوح بين 100- 160 طن / يوم لتعميمها على نطاق إنتاجى بالمحافظات الأخرى .