مهام الأخصائي


  1. إستقبال المشكلة التى تواجه المزارع:

    عند إستقبال المزارع فإن المرشد يجب أن يناقشه ليتعرف على المشكلة حتى يمكنه تحديد أى أنظمة الفيركون سيستخدم. وفى حالة ما إذا قرر المرشد أن يستخدم النظام الخبير فإن عليه تعريف المزارع بالآتى:


    • أن النظام الخبير هو نظام للحاسب تم تطويره بالإشتراك مع خبراء المحصول من الباحثين.
    • أن النظام يعمل كما لو كان خبيرا يسأل عن الأعراض أو الظروف الخاصة بالمشكلة حتى يمكنه تشخيصها وإقتراح الحل المناسبة.
    • أن النظام الخبير ليس هو المصدر الوحيد لحل المشكلة، بمعنى أنه فى حالة عدم وجود حل للمشكلة فى النظام الخبير يمكن أيضا إستخدام "نظام التعرف على مشكلات الزراع" على شبكة الفيركون للإتصال الفعلى بالباحثين بمحطة البحوث.
    • أن النظام يجب أن يتعرف على ظروف أو أعراض المشكلة بدقة حتى يمكنه وصف الحل بدقة.
    • أن الطريقة التى يتبعها النظام فى التعرف على ظروف المشكلة أو أعراضها هى مجموعة من الأسئلة المحددة.

    ويجب أن نلاحظ أن بعض الزراع لديه خبرات سابقة مع المشكلة وحلولها، إلا أن المزارع التى يلجأ الى المرشد الزراعى إما أن يكون غير متأكد أو مقتنع بهذا الحل ، أو أن لديه أكثر من حل يسبب له التحير بين هذه البدائل ، أو أن يكون ما لديه من حل لم يحقق النتيجة المتوقعة . وتتعامل بعض أنواع النظم الخبيرة مع المزارع الذى يعرف حل غير مؤكد للمشكلة، إلا أن نظامى القمح والأرز على شبكة الفيركون لا يوجد بهما هذه الإمكانية. من هنا يجب أن نفترض أن جميع إستنتاجات المزارع غير مؤكدة ، ولكن المؤكد هو ما يراه المزارع من الأعراض أو نتائج المشكلة. ويجب على المرشد فى جميع هذه الحالات البدء بالتعرف على أسباب ومسببات المشكلة والظروف المحيطة بها كما يوجههه النظام الخبير.


  2. تسجيل البيانات الخاصة بالمزارع:
  3. تكررت ملاحظة المرشدين والزراع عن كثرة أسئلة النظام الخاصة ببيانات المزارع، لهذا يجب تعريف الزراع بأن هذه الأسئلة وضعت بعناية حتى يمكن للنظام أن يستخدمها فى التعرف على ظروف المشكلة . وكلما كانت هذه البيانات دقيقة كان إستنتاج النظام دقيق. ويجب أن نلاحظ أيضا أن بيانات المزارع يتم إدخالها للنظام مرة واحدة فقط لأن النظام يحفظها فى قاعدة بيانات خاصة ويتيحها للمستخدم عند الحاجة، كما يمكن تعديلها بتغير ظروف المزرعة فى أى وقت. كما نلاحظ كذلك أن المشكلات غير المرتبطة بمزرعة معينة (تشخيص الإصابة أو علاجها) لا تتطلب إدخال هذه البيانات.

    يجب أن يفسر المرشد للمزارع أن النظام يستخدم بيانات منطقة المزرعة فى التعرف على الظروف المناخية أو تحليل نوع التربة (وهى بيانات مخزنة فى النظام) ليستخدمها فى التوصية بجدول الرى وإستنتاج معدلات التسميد بجانب بيانات ملوحة الأرض والتربة والمحصول السابق مثلا. كما يستخدمها لإختيار الصنف المناسب للزراعة حيث يحتوى النظام فى ذاكرته المناطق الموبوءة بأصداء القمح مثلا.
    يجب على المرشد أيضا إدخال البيانات المطلوبة فقط حتى يتجنب ملل المزارع من النظام. فمثلا ليس من الضرورى تسجيل أى بيانات عن المزرعة وغيرها إذا كانت مشكلة المزارع تتعلق بنظامى التشخيص أو العلاج. وبالمثل يجب ألا يقوم المرشد بإدخال بيانات الأسمدة أو الآلات إذا لم يرغب المزارع فى معرفة تكاليف عملية زراعية.


  4. تصنيف المشكلة وفقا للمجالات الرئيسية فى النظام (الأنظمة الفرعية):
  5. من مناقشة المزارع نجد أن المرشد يستطيع تحديد مجال المشكلة وما إذا كانت مشكلة تتعلق بالرى أو طريقة الزراعة مثلا. وكلما كان المرشد دقيقا فى تحديد النظام الفرعى الذى سيستخدمه أمام المزارع، زادت ثقة المزارع فى المرشد والنظام الخبير. وتعتمد مهارة المرشد فى تحديد النظام الفرعى المناسب لحل المشكلة على خبرته وعلى تدريبه ومعرفته بإمكانيات كل نظام فرعى.
    وغالبا ما يبدأ المزارع فى عرض مشكلته فى صورة قصة تصور ما حدث مثل: عندما كنت فى الحقل بالأمس لاحظت أن بعض أوراق القمح ... الخ. ويساعد المرشد على تحديد مجال المشكلة أن يحاول صياغتها بعد مناقشة المزارع فى عبارة أو عبارتين مثل: لا يعرف المزارع الكمية المناسبة من الأسمدة، أو ما سبب وجود بقع بنية على أوراق الأرز؟


  6. مساعدة المزارع فى الرد على أسئلة النظام:
  7. يستخدم فى النظام الخبير عبارات مختصرة حتى يمكن وضع كل الخيارات فى شاشة واحدة قصيرة. وبالطبع يختلف هذا الأسلوب عن أسلوب الحديث المعتاد. هذا بالإضافة الى أن بعض الكلمات المستخدمة فى النظام تعتمد على وجود خبرة زراعية سابقة لدى مستخدمه يساعده على فهم السؤال المطلوب إجابته .

    image


    وتعنى الكلمات والخيارات هنا سؤال المزارع عن الصنف الذى يرغب فى زراعته. فمثلا : طول فترة نمو النبات (قصيرة/طويلة) ، ويعنى ذلك سؤال المزارع ما هو نوع الأزر الذى يفضل زراعته، هل هو ذو الموسم الطويل أم القصير؟ أو أن نسأله هل يفضل أن تكون فترة بقاء المحصول فى الأرض ثلاثة شهور أم ثلاثة شهور ونصف؟ أو بمعنى آخر هل يخطط المزارع لزراعة محصول بعد الأرز يتطلب إخلاء الأرض بسرعة من الأرز؟ أو هل يفضل المزارع أن يؤخر تسويق محصوله الى نهاية الموسم لأسباب معينة (التصدير مثلا)؟ .. وهكذا.
    خلاصة القول أن مساعدة المزارع على الإجابة على أسئلة النظام لا تعنى مجرد شرح أو صياغة عبارات، ولكنها تشمل كذلك توضيح مميزات وعيوب الإختيارات حتى يتحقق التفاهم الكامل بين النظام والمزارع، وأن يصل النظام الخبير الى تحديد دقيق للمشكلة والتوصية بالحل الأمثل.
    يمكن للمرشد أيضا فى مثل هذه الحالات الرجوع الى قاعدة البيانات الإقتصادية على شبكة الفيركون للتعرف على أسعار المحصول خلال الموسم السابق فى المنطقة لتوضيح ذلك للمزارع حتى يمكنه تقرير ما هو الصنف الأنسب لزراعته، بمعنى أن يقوم إختيار المزارع على الدورة الزراعية التى يطبقها المزارع بجانب إقتصاديات المحصول .. وهكذا.


  8. توصيل حل المشكلة المقترح للمزارع:
  9. تندرج معظم حلول النظام الخبير تحت إجابة سؤال ما هى المشكلة؟ أى ما هو المرض؟ ما هو الصنف؟ ما هى معدلات التسميد المثلى؟ .. الخ . ويوفر النظام أحيانا معلومات عن متى يتم التنفيذ، أى مواعيد الريات أو مواعيد إضافة جرعات التسميد وبعض النصائح الخاصة بالتنفيذ. أما نظام التشخيص فيوفر معلومات عن الإصابة عن طريق ربط نظام التشخيص مع قاعدة بيانات النشرات الإرشادية.
    ونادرا ما يكتفى المزارع بهذه المعلومات، بل ويحاول الإستفسار عن باقى جوانب الحل خاصة المعلومات المتعلقة بكيفية التنفيذ. ويجب على المرشد فى هذه الحالة الإجابة على جميع تساؤلات المزارع وأن يعرف كيف يحصل على هذه المعلومات إذا كانت تخرج عن نطاق خبرته وتدريبه. وبعض هذه المعلومات يوجد فى النشرات الإرشادية أو نشرات الثقافة الزراعية على الشبكة، وبعضها فى قاعدة البيانات الإقتصادية.
    ويتطلب الأمر مساعدة المزارع لتقرير ماذا سيفعل، وخاصة إذا أوصى النظام بأكثر من حل. فنظام إختيار الصنف، ونظام التشخيص، ونظام العلاج تنتهى بأكثر من حل للمشكلة أو ما نطلق عليه البدائل أو الإحتمالات أو الحلول الممكنة. وفى هذه الحالة يمكن مناقشة المزارع بتوضيح مزايا وعيوب كل حل ومساعدته على الإختيار. أما إذا توصل نظام التشخيص لوجود أكثر من إصابة فى المحصول، فلا مفر فى هذه الحالة من التعامل مع جميع الإصابات المؤكدة والعمل على علاجها جميعا، حيث أن نظام التشخيص مزود بإمكانية تأكيد المشكلة ، كما يوضح ما هى المشكلة المؤكدة والمشكلة المحتملة بدقة.


    ولكن ماذا يفعل المرشد إذا إعترض المزارع على الحل الذى أوصى به النظام، أو لم يستطيع المرشد إقتناع المزارع به؟ نلاحظ أن إقتناع المزارع يعتمد على خبرته السابقة، وعلى على إمكانيات وتكلفة تنفيذ الحل، وعلى ثقته فى مصدر الحل، ويجب على المرشد أن يسأل المزارع عن سبب عدم إقتناعه. ويفيد فى بعض الأحيان أن نؤيد حل النظام من مصدر آخر كالنشرات، بينما يفيد فى أحيان أخرى أن نستخدم نظام المشكلات أو منتدى الفيركون إما لتأكيد الحل أو البحث عن بديل أو حل وسط آخر. والمثال التالى يوضح مشكلة خاصة لا يوجد لها حل فى النظام الخبير. ونلاحظ أن الخبير قدم تفسيرا لإقناع المزارع بسبب عدم توصية النظام بإستخدام نترات الأمونيوم، كما قدم حلا وسطا يساعد المزارع على التغلب على معوقات إستخدام هذا النوع من الأسمدة.


    المشكلة :
    يتسائل بعض المزارعين عن إمكانية تسميد الارز بسماد نترات الامونيوم 33,5% وذلك نظرا لعدم توفر سماد اليوريا او سماد سلفات النشادر كما أوصى النظام الخبير.

    الحل:
    يمكن إستخدام نترات الأمونيوم لكن الفقد سوف يكون أكثر من 50% وذلك لأن أرض الأرز تكون مغمورة بالمياه مما يسبب تحول النترات إلي غاز النيتروز. وفى حالة توفر النترات فقط فتكون الإضافة علي دفعات بفاصل 10 أيام حتي يقل الفقد.


  10. إستخدام النظام فى تفسير الحل المقترح وإقناع المزارع بتنفيذه:

    لا يكتفى المزارع أحيانا بالحل حتى بعد شرح المرشد له، ويسأل عن سبب المشكلة أو سبب توصية النظام بالحل. ومن وجهة النظر الإرشادية فإن هذين الموقفين يعتبرا تعليميين بالدرجة الأولى ويجب ألا يغفل عنهما المرشد.


    • سبب المشكلة (معلومات التفسير): وهى معلومات زراعية بالدرجة الأولى. ولنأخذ مثالا لتوضيح هذا النوع من المعلومات.
    • أفاد المزارع بأن أجزاء ورقة نبات الأرز العلوية ملتفة ولونها أبيض مع موت بعض الأوراق. وقد توصل النظام الى أن هذه أعراض الإصابة بالنيماتودا. ويعتمد تفسير هذه الإصابة على الأسس العلمية للإصابة بالنيماتودا من حيث ما هى ديدان النيماتودا، وما هى دورة حياتها، وأين تعيش، وكيف تتغذى، وعلى أى أجزاء النبات .. الخ.
      ويجب ملاحظة أن تفسير توصية النظام قد تكون أصعب فى نظامى الرى والتسميد. فمعلومات تفسير التوصية فى هذين النظامين تعتمد على نوع التربة من حيث قدرتها على الإحتفاظ بالماء ومكوناتها من الأملاح وغيرها، كما تعتمد على المنطقة وطبيعة المناخ السائد، وتعتمد كذلك على إحتياجات النبات من الماء والعناصر الغذائية فى مراحل نموه المختلفة. ويمكن أن نوضح للمزارع هذا التفسير العام، إلا أن هناك بعض التفسيرات الحيوية التى يجب أن نركز عليها. فمثلا يجب تصويم الأرز (منع الرى) وتجفيف الحقل لمدة 15 يوم قبل الحصاد لأنه إن لم يتم التصويم قبل الحصاد بفترة كافية فإن السنابل تتعرض للفرط.
      ويساعد تفسير التوصية للمزارع على إقتناعه بالتوصية والتزامه بالتنفيذ، كما تعلمه الأسس العلمية البسيطة للمشكلة، إضافة الى أنها تساعد على تنمية الحس الوقائى للمزارع وحسن تنبؤه بالإصابة عند بوادر ظهورها.


    • سبب توصية النظام بالحل (معلومات التبرير): وهى معلومات خاصة بكيفية إستنتاج الحل التى إتبعها النظام.

      ولتبسيط الموضوع يمكن أن نعتبر أن إستنتاج نظام التشخيص قائم على ما يتم إدخاله من أعراض ، وما على المرشد سوى تتبع هذه الأعراض ليمكنه ربط السبب بالنتيجة أو المسبب . ولنأخذ مثلا آخر يوضح كيف تتم هذه العملية.


      • العرض الأول الذى يتم إدخاله الى النظام هو أن مظهر الأوراق غير طبيعى، ونجد أن النظام يشير الى أن هناك خمسة مسببات محتملة لهذا العرض، ولكنها غير مؤكدة.
        image

      • ونلاحظ فى الخطوة التالية وعند إختيار العرض الخاص بوجود بقع على الأوراق أن النظام يساعد المستخدم على تحديد الأعراض عن طريق عرض صور أو نصوص لكافة الإحتمالات، ويوجه نظره ضرورة إدخال مزيد من الأعراض، وهو ما يعنى ضمنا أن ما يوجد من أعراض غير كاف لربط السبب بالمسبب للتوصل الى إستنتاج مؤكد.
        image

      • عند إدخال العرض التالى وهو أن لون البقع على الأوراق بنى محاطة بهالة صفراء فإن النظام يؤكد إصابة محصول الأرز بمرض التبقع البنى.

      • يمكن تلخيص ذلك للمزارع كالتالى: إذا كان أن مظهر الأوراق غير طبيعى، ووجدت بقع على الأوراق، وكان لون البقع على الأوراق بنى محاطة بهالة صفراء فإن محصول الأرز يكون مصابا بمرض التبقع البنى.

    • ويساعد مثل هذا الشرح المزارع على تعلم التعرف على هذا المرض مستقبلا، كما يساعده على تعلم كيفية ملاحظة محصوله ، إضافة لتعلمه كيف يربط السبب بالنتيجة (أسلوب حل المشكلة) عندما يواجه موقفا مشابها.
      ويصلح هذا الأسلوب التعليمى عند التعامل مع نظام التشخيص فقط، فلا يمكن أن يستخدم مع نظامى الرى والتسميد مثلا لأن إستنتاج النظام للتوصيه يعتمد على معلومات مخزنة فيهما، كما يعتمد على أسلوب إستنتاج قائم على جداول بيانات المناخ وتحليلات التربة والإحتياجات الغذائية، ثم يقوم بإستخدام معادلات معينة لحساب الكميات التى يوصى بها. بينما يعتمد على مواصفات الأصناف أو المبيدات للتوصية بما يستخدم فى حالات تناسب هذه الخصائص.

      كما يساعد هذا الأسلوب المرشد على كيفية صياغة المشكلة أو صياغة الحل. فعند مناقشة المزارع للتعرف على المشكلة أو عند إستخدام نظام مشكلات الزراع على شبكة الفيركون، يجب مراعاة أن يكون وصف المشكلة منطقى بأسلوب مشابه ذلك المتبع فى النظام الخبير. يمكن كذلك أن يحاكى المرشد كيفية الصياغة المتكاملة للمشكلة بحيث تغطى جميع الأعراض أو الظروف المحيطة بها ليمكن لأخصائى المحصول أو الباحث أن يستنتج الحل المناسب. هذا بالإضافة الى إمكانية إستفادة المرشد من أسلوب صياغة المشكلة أو الحل بحيث تكون مفهومة وواضحة للفرد المعنى سواء كان المزارع أو الأخصائى أو الباحث.



السابق القائمه التالى